/ الفَائِدَةُ : (40 ) /

14/03/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / اِخْتِلَاَف قوالب بيانات الوحي عن قوالب كلمات البشر / إِنَّ الأُطر والقوالب الَّتي ينبغي أَنْ يُسبح بها في عَالَم المعاني غير المتناهية، واستكشاف الحقائق العيانيَّة غير المحدودة: أُطر وقوالب وحيانيَّة، وهي تختلف عن أُطر البشر؛ فإِنَّ قوالب المعاني الوحيانيَّة أُطر تكوينيَّة غير متناهية، تُباين قدرة أُطر وقوالب المعاني البشريَّة وسعتها ودقَّتها، فإِنَّها اِعْتِبَارِيَّةٌ متناهيةٌ. وهذه قضيَّة بالغة الأَهميَّة والثمرة والخطورة. فالتفت تربت يداك. وإِلى هذا تشير بيانات الوحي، منها: 1ـ بيان قوله جلَّ وتقدَّس: [وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ]( ) . 2ـ بيان قوله تقدَّس ذكره: [مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ]( ). ودلالتهما واضحة. والْاِضْطِرَارُ يجرُّنا للتوسُّع في هذه القضيَّة؛ لنبيِّن كيفيَّة بُعد الثقافة الإِسلاميَّة المُنتشرة بين المؤمنين فضلاً عن المسلمين عن حقيقة معارف وعقائد وثقافة الوحي الأَصيلة والوسيعة والشفَّافة. بل أَحياناً يكون النتاج المعرفي والعقائدي البشري حجاباً ومانعاً عن الوصول إِلى سعة الحقيقة. نعم الشبهات والإِثارات على النتاج البشري تُنبِّه الإِنسان إلى أَنَّ النتاج الوحياني شيء آخر غير النتاج البشري. ومن كُلِّ هذا يتَّضح: أَنَّ الْاِعْتِمَادَ على تعاريف النُّبوَّة والإِمامة الإِلٰهيَّة المسطورة في كُتُب المُتكلِّمين أَو الفلاسفة أَو العرفاء وغيرهم من أَصحاب كُتُب معارف وعقائد المدارس البشريَّة؛ والتعامل معها على أَنَّها الحقّ ونهج الصدق طامَّة كُبرىٰ، وخَضَد لشْوكَة الإِسلام والمسلمين. وعليه: يجب تصحيح كثير من التعاريف المُعتَمَدة في كُتُب معارف البشر، وربطها ببيانات الوحي المعرفيَّة. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1 ) لقمان: 27. ( 2) النحل: 96